73
ج- نظرة على أحداث السقيفة
تعتبر السقيفة في ذاكرة التأريخ الإسلامي حَدَثاً ارتبط بكثير من الوقائع الهامّة التي حدثت بعد وفاة النبيّ(ص).
وكانت سقيفة بني ساعدة محلاً يجتمع فيه الأنصار لحل مشاكلهم وفضّ نزاعاتهم. 1
بعد وفاة النبيّ(ص) اجتمع رهط من المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، وذلك للتشاور في أمور الأمّة كي لا تبقى دون مدبّرٍ لأُمورها وذلك انطلاقاً من اعتقادهم بأنّ النبي(ص) قد رحل إلى ربّه وترك الأمّة وشأنها! وفي نفس هذا الوقت كان بني هاشم وعلى رأسهم علي بن أبيطالب(ع) مشغولين بتجهيز النبيّ (صلوات الله عليه) ودفنه، ولم يكن لديهم علم باجتماع المهاجرين والأنصار.
والسؤال الذي يطرحه لدى الشيعة دائماً هو: ما الأمر الذي دعا بعض المهاجرين والأنصار للاجتماع فور وفاة رسول الله(ص) وتعيين خليفةٍ له، في حين أنّه لازال مُسجّى في فراشه؟!
يجيب أهل السنّة على هذا السؤال، مع حسن ظنّهم التامّ بالذين اجتمعوا في السقيفة، بأنّ ذلك تمّ درْءاً للفتنة وخطرها! بينما نجد الشيعة لا يستسيغون هذا التصرف نظراً لما للشواهد التأريخيّة والقرائن التي تثير الشكّ في نفس مَن يتأمّل في الهدف الكامن وراء ذلك.
فالشيعة يرون أنّ هذا الاجتماع لم يكن لدرء الفتنة وخطرها، بل كان بداية لتأجيج فتنةٍ عظيمةٍ في الأمة الإسلامية، وشرع الخلاف على المنصب بطرح