61
أ- النصّ على الإمامة في القرآن الكريم
هناك آياتٌ عديدة تؤكّد على امامة أهلالبيت(ع) وعصمتهم، منها:
الأول - قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً . 1
أكّد تعالى في هذه الآية الشريفة على وجوب طاعة الله تعالى، ثمّ أمر بطاعة الرسول(ص)، ثمّ عطف عليهما وجوب طاعة أولي الأمر. وتقدّم طاعة الله تعالى على طاعة الرسول وأولي الأمر في الآية إشارة إلى أصالة هذه الطاعة وأولويّتها على غيرها من الطاعات؛ لأنّ طاعة الرسول وطاعة أولي الأمر تعود إلى طاعة الله تبارك وتعالى أي أنّ طاعة غير الله تعالى هنا تبعٌ لطاعته، فطاعة الرسول وأولي الأمر لاتتعارض مع طاعة الله تعالى، بل هي في موازاتها.
ويذهب الشيعة إلى أنّ المقصود من أُولي الأمر في الآية هم أئمّة أهلالبيت(ع)، والحقّ والإنصاف أنّ هذا الرأي مؤيّد بأدلّةٍ عقليةٍ وروائيّةٍ كثيرةٍ.
فأمّا الدليل العقلي على ذلك، فهو أنّ الله تبارك وتعالى من المستحيل أن يأمر بوجوب طاعة شخص غير منزّهٍ عن الخطايا والمعاصي. وقد ذكرنا في حديثنا عن عصمة الأئمّة وأكّدنا هناك على أنّه ليس من الممكن أن يوجب الله تبارك وتعالى وجوب طاعة أحدٍ بلا قيدٍ أو شرطٍ دون أن يكون هذا الشخص منزّهاً وغير معرّضٍ لارتكاب المعصية أو الوقوع في الخطأ، ويفتقد مؤهّلات