60والضلال.
فمن البديهي أنّ القرآن وحي إلهي لا عوج فيه ولا نقص ولا خطأ، ولكي يلازمه أهلالبيت(ع) دائماً وحتى لايفترقوا عنه يجب أن يكونوا منزّهين عن كل نقص أو خطأ في قول أو عمل، وإلّا افترقوا عنه. وبالطبع فإن افتراقهم يتعارض مع ما أكّد عليه الرسول الكريم(ص)، وعليه فهم منزّهين من كل نقص وشائبة تبعدهم عن القرآن الكريم.
هذا الحديث المتواتر يثبت أنّ أهلالبيت(ع) هم سبيل الهداية وضمان الأمّة من الضلال، والسبيل الوحيد ليكونوا أماناً لها وسبيلاً لهدايتها هو تنزّههم عن كل زلل أو خطأ أو ذنب، صغيراً كان أو كبيراً، وإلّا فلا يمكن أن يكونوا سبيلاً لنجاة الأمّة وأماناً لها من الضلال، بل سيضلّونها عن الحق ويبعدونها عن الصراط المستقيم.
3- تنصيب الإمام والنص عليه عند الشيعة
مع الإلتزام بوجوب عصمة الامام وأعلميّته، نستنتج بشكلٍ قطعيٍّ ضرورة وجوب النصّ على الإمام وتنصيبه؛ لأنّ العصمة والأعلمية من الصفات الباطنية والأمور الخفية التي لا تُعلم بالظاهر ولا يقف عليها عامّة الناس. ولمّا كان واجباً على الله تعالى من باب اللطف بعباده هدايتهم نحو الخير وما فيه صلاحهم، ولأنّه تعالى جعل في كل أمّة نذيراً يبلّغ رسالته ويبيّن أحكامه، فمن الضروريّ أيضاً أن يبيّن لهم الحجّة عليهم وينصّ عليه لطفاً بهم.
ويرى الشيعة أنّ هناك نصوصاً قرآنيّةً عديدةً تثبت إمامة الإمام عليّ(ع) والائمّة المعصومين من ولده، حيث نذكر أهمّها في المبحث التالي: