46والذي فيه تفاصيل أحكام الشريعة وكل شيء حتى أبسط الأمور ممّا يرتبط بالحلال والحرام وأخبار المستقبل وما شابه ذلك.
وممّا لا شكّ فيه أنّ علم الأئمة(ع) الذي لا نظير له يرفع من شأنهم ويجعل من أقوالهم وآرائهم معتبرةً اكثر من سواها.
الثالث - الإلهام (حديث الملائكة)
الإلهام (حديث الملائكة) هو من المصادر الأخرى لعلوم أهل البيت(ع). والمراد منه بحسب ما نصّت عليه الروايات الكثيرة في مصادر الشيعة، نوع من الارتباط بعالم الغيب بحيث يمكنهم(ع) أن يسمعوا صوت الملائكة.
وهذا النوع من الارتباط بالغيب من قبل الأئمّة(ع) يختلف عن الوحي النبوي، ولا يجعلهم أنبياء مع جلالة قدرهم ورفعة منزلتهم.
وقد أكّدت الروايات المنقولة في مصادر الشيعة على الفرق ما بين النبيّ والمحدَّث في كيفية الاتّصال بالوحي والتلقي منه. ولكن ما يؤسف له إنكار هذا الأمر من قبل بعض أهل السنّة واستبعاده عن أهلالبيت(ع)، في حين أنّهم يرون ذلك ممكناً لعمر بن الخطاب بحسب ما تنقل رواياتهم، وأنّه كان يحدّث الملائكة وتحدّثه. 1
ولو تأمّلنا في القرآن الكريم ولاحظنا الآيات العديدة التي تناولت مسألة الحديث بين الملائكة وبعض خواصّ الناس في الأمم السابقة، بالإضافة إلى ما يثبته أهل السنّة من وقوع مثل هذا الأمر بالنسبة لعمر، لا يمكننا أن ننفيه أو نستبعده عن أهلالبيت(ع) لما لهم من المنزلة الرفيعة.