44
الثاني - علم النبيّ(ص)
ثاني مصدر لعلوم أهلالبيت(ع) هو علم النبيّ الكريم ورسول ربّ العالمين(ص). وكما أنّ النبيّ(ص) لم يهمل قضايا أُمّته السياسيّة بعد رحيله وأخبر المسلمين بما يجب عليهم فعله في هذا المجال، كذلك لم يهمل القضايا الدينيّة والعلميّة وترك لهم إرثاً غنيّاً ينتفعون منه ويلبّي جميع متطلّباتهم إلى يوم القيامة. وفي حياته المباركة عيّن الوصيّ من بعده في مناسباتٍ عديدةٍ وأساليب مختلفةٍ، حيث أكّد على أنّه عليٌّ(ع) وبعده أحدعشر إماماً معصوماً من ذريّته. فهذه الأمور هي من معتقدات الشيعة الأساسيّة.
ومن خلال الشواهد التأريخية والروائية نعلم أنّ طريقة انتقال علم النبيّ للإمام علي(ع) كان شفاهياً وانتقاله للأئمّة(ع) من بعده كان بالتوريث المكتوب كما اقتضته الضرورة.
وقد أشرنا سابقاً للعلاقة التي تربط الإمام علي(ع) بالنبيّ الكريم وما كان يختص به من قرب منزلة ومكانه وما خصّه به من نجوى، ولا شكّ في أنّ أهمّ سببٍ لاختلاء النبي(ص) بالإمام علي(ع) وإخباره بالأسرار الغيبّية، هو توريثه علم النبوّة.
ومن الأحاديث المشهورة في المصادر الشيعية، الحديث الذي ينصّ على تعليم النبيُّ(ص) الأمامَ علي(ع) ألف باب من أبواب العلم، يفتح له من كلّ باب ألف باب من العلم 1، والذي روي في بعض المصادر السنّية أيضاً. 2
أمّا بالنسبة لسائر الأئمّة(ع)، وبحسب ما وصلنا من رواياتٍ حول هذا