35ولكن رغم ذلك فقد ظهرت في السنوات الأخيرة تحرّكات من بعض علماء أهل السنّة المنصفين لغرض إعادة النظر في هذه الظاهرة، والاعتراف بمذهب أهلالبيت(ع) بشكلٍ رسمي كأحد المذاهب الإسلامية المتداولة، وهي خطوة جديرة بالاحترام في سبيل التقريب بين المذاهب الإسلامية. وأحد هؤلاء العلماء الصالحين هو المرحوم الشيخ شلتوت، شيخ الأزهر وفقيه مصر الكبير، الذي أسّس نهضةً وانطلاقةً في مسيرة التقريب من خلال فتواه المباركة بذلك.
وهناك من بين العلماء الشيعة المصلحين من أمثال السيد شرف الدين والشيخ كاشف الغطاء والشيخ المظفَّر وآية الله السيد البروجردي، ممّن أسّسوا لمنهج مبتكر في الحوار مع أهل السنّة وقاموا بتشييده، مرتكزين في حركتهم هذه على الأسس العلمية لمذهب أهلالبيت(ع) والأحاديث النبويّة الشريفة كحديث الثقلين.
ويمكن القول إنّ هؤلاء العلماء وبحكم الظروف الموضوعية المعاصرة للعالم الإسلامي، حاولوا الارتكاز على البعد العلمي في إمامة أهلالبيت(ع) وبيانه متّكئين على مرجعيّتهم العلمية لتحقيق منافع أكثر من التركيز على البعد السياسي لإمامة أهلالبيت(ع) وأولويتهم بالخلافة وتبنّوا الدعوة لمرجعية أهل بيت النبيّ(ص) العلمية، وأكّدوا عليها وعلى الاستفاضة من علومهم الأصيلة، بدلاً من التأكيد على أحقيّتهم السياسية بالخلافة للنبيّ(ص) وعدم استحقاق غيرهم لهذا المنصب، مع علمهم بأحقّيتهم بالدليل القطعي. لكن ومع ما لهذه المنهج الذي اتّبعوه من منافع كثيرة وواضحة ومع إمكان تبنّيه والدفاع عنه، فلا بدّ من الإلتفات إلى أنّ البعد السياسي لمنصب لأهل البيت وأحقّيتهم بقيادة الأمّة لا يمكن أن ينفك عن مرجعيّتهم العلمية