32يقول بحسرة وألم لبعض مقربيه: «ها! إنّ ههنا لعلماً جمّاً - وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة!» 1، وهذه المقولة والحسرة قد أطلقها الإمام وسُمعت منه مراراً. 2 وليس من الجزاف قول الشعبي، وهو من رجال أهل السنّة البارزين: «ما كان أحد من هذه الأمّة أعلم بما بين اللوحين وبما أنزل على محمّد(ص) من عليّ». 3 وكذلك الحرالي الذي يقول: «قد علم الأوّلون والآخرون أنّ فهم كتاب الله منحصر إلى علم عليّ ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع الله عنه القلوب الحجاب...». 4
ويرى ابن الحديد المعتزلي، شارح نهج البلاغة، أنّ مصدر العلوم ومنبعها هو علي(ع)، وكل العلوم التي عند غيره تنتهي إليه(ع). 5
ومن هنا يتّضح أنّ إيمان الشيعة بإمامة علي(ع) يستند إلى أمر منطقي مؤكّدٍ، وكذلك اعتقادهم باستحقاقه الأعلم لإمامة الأمّة وأولويته على غيره في ذلك، وكما بيّنّاه في تأييد هذا الأمر ببرهان العقل والقرآن الكريم.
ج- المرجعية العلمية لأهل البيت(ع)
إنّ مسألة إمامة أهلالبيت في التصوّر الشيعي ذات جهتين، هما:
أ - قيادة أهلالبيت(ع) السياسية للأمة.
ب - مرجعيّة أهلالبيت(ع) العلمية للأمة.
والمقصود بالمرجعية العلمية(ع) إنّ أهل بيت النبيّ الكريم(ص) لمّا كانوا أعلم