33الناس بالأمور، وذلك باعتراف كثير من أهل السنّة، فهم أولى برجوع الأمّة إليهم في المسائل العلمية والدينية ومختلف الأمور، وهذا الأمر معترف به بشكل رسمي، وحديث الثقلين المشهور والمتواتر 1 الوارد في مصادر أهلالسنّة عن النبيّ(ص) أكثر منه في المصادر الشيعية، يؤكّد هذا الأمر ويرسّخ هذه الحقيقة، حيث جعلهم الثقل الآخر إلى جانب القرآن، وجعلهم حصن الأمة من الضلال والتيه، فقد جاء فيه: «إنّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إنْ تمسَّكتم بهما لن تضلّوا أبداً، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». 2
ومن الطبيعي لهؤلاء الرجال العظماء أن يحتلّوا هذه المكانة وأن يكونوا أعرف الأمّة بسنّة نبيّها(ص) وأعلم الامّة بأحكام الإسلام؛ لأنّهم أبناء نبيّها الكريم(ص)، وتربية ذلك البيت الطاهر و(أهل البيت أدرى بالذي فيه) كما يقال.
وأمّا الدور البارز الذي كان لأهل البيت(ع) في مسيرة الأمّة العلمية وتكامل نهضتها الثقافية وتربيتها الإسلامية فهو أظهر من أن ينكر. فمن يتتبّع حياة الأئمّة(ع) يجد أنّهم احتلّوا هذه المرتبة العلمية والمكانة الرفيعة من دون أن يذكر لنا التأريخ تتلمذهم على يد أحدٍ أو مراجعتهم لأحدٍ في مسألة ما،