31فهذا الأمر من الحقائق التأريخية التي يقرّ بها جميع الصحابة، إذ كانوا بحاجةٍ إلى علم عليّ(ع) ومعرفته الرفيعة، ومن خلال رجوعهم له في ما كانوا يواجهون من مشاكل علمية، ومثال على ذلك كلام عمر المشهور حين واجهته مسألة صعبة فقال: «أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن». وكذلك إقراره أكثر من مرّة بأنّه: «لولا عليّ لهلك عمر». 1 وقول ابن عبّاس: «إذا حدّثنا ثقةٌ بفتيا عن عليٍّ لم نتجاوزها». 2
وبعض الكتّاب السنّة يعتقدون أنّ أسئلة الصحابة من عليّ ورجوعهم إليه في الأمور أكثر ممّا هو معروف ومنقول. 3
بينما لم ينقل لنا التأريخ ولو مرّةً واحدةً أن عليّاً(ع) قد رجع إلى غيره أو سأله في أمر يجهله، وهذا خير دليل على أعلمية هذا الإمام العظيم.
ولم ينقل لنا التأريخ أنّ غيره تجرّأ وقال: «سلوني قبل أن تفقدوني» ونادى بها بأعلى صوته، وهو أمر يتّفق عليه جميع العلماء المسلمين. 4
فهذا سعيد بن المسيّب يقول: «لم يكن أحد من الصحابة يقول: سلوني إلّا علي». 5 فقد غذّى(ع) من خلال هذا النداء عقول المسلمين بالعلوم النافعة مرّات عدّة، وأفاض عليهم من معينه الوفير معلناً استعداده المتواصل للتصدّي لما يمكن أن يطرح من أسئلة بين أمّة النبيّ الكريم(ص). 6 فهو الذي