28من خلال كتاب مستقل يحمل عنوان (علم الإمام)، فتناول فيه علم الإمام من ناحية الكم والنوع ومن زوايا وجوانب مختلفة. 1
ب- عليّ(ع) أعلم الصحابة
بعد أنْ اتّضحت أهمية كون إمام المسلمين أعلم الأمّة من وجهة نظر المذهب الشيعي، علينا أن نشير الآن إلى أنّ الامام عليّ(ع) قد اتّصف بذلك بكلّ تأكيدٍ فكان أعلم صحابة رسول الله(ص) وحسب ما تنص عليه الروايات التأريخية فإنّه ترعرع مذ نعومة أظفاره في كنف رسول الله(ص)، ثمّ كان أوّل من أسلم مع رسول الله(ص) سابقاً في ذلك غيره، أضف إلى إحاطته بدقائق علوم الوحي والنبوّة. وهناك روايات كثيرة في مصادر السنة والشيعة تتاول طبيعة العلاقة العلمية بينه(ع) وبين النبيّ الكريم وما كان يحظى به من قربٍ ومنزلة خاصة لديه(ص)، ومن هذه الروايات الرواية المشهورة عنه(ع): «كنت إذا سألت رسول الله(ص) أعطاني، وإذا سكتُ ابتدأني» 2، وقد كانت النجوى بين رسول الله(ص) وعليّ(ع) إلى درجةٍ أثارت حفيظة بعض الأصحاب، كما تنقل لنا بعض الروايات، بحيث سألوه عن هذا الأمر حين كثرت مناجاة النبيّ لعليّ(ع)، فقد جاء في بعض الروايات: «دعا رسول الله(ص) علياً يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمّه، فقال رسول الله(ص):
«ما انتجيته ولكن الله انتجاه». 3