20
2- الفرق التي تنتسب إلى التشيّع
إنّ المذهب الشيعي ومنذ بداية تأسيسه اتّخذ في تكوينه وطبيعة أصوله شكل المذهب الاثني عشري المعروف حالياً، وهذا ما تؤكّده الروايات الكثيرة، ولكن وبمرور الزمان وبتوالي الأحداث التأريخية المختلفة ظهرت بعض الفرق التي تنتسب إليه، وأهمّها فرقتان سنشير إليهما وإلى فرقٍ فرعيةٍ أخرى فيما يلي(ع)
أ- الزيدية
تعود جذور هذه الفرقة إلى عهد زيد بن الإمام علي بن الحسين(ع)، الذي ثار في عهد الإمام الصادق(ع) على النظام الجائر لبني أُميّة آنذاك، ولكنّ ثورته باءت بالفشل لظروف وأسباب عديدةٍ، فاستشهد بشكلٍ مأساويٍّ.
وبعد شهادته (سلام الله عليه) بقي بعض اتباعه الذين أسّسوا من بعده حركة واشترطوا في الإمام قيامه بالسيف والجهاد في سبيل الله تعالى ضد الحكومات الجائرة، كشرط إضافي على ما يشترطه الشيعة في الإمام سابقاً، وجعلوه شرطاً بديلاً لش-رط العصمة في الإمام 1، وآمنوا بأنّ الإمامة لاتختصّ بنسل الإمام الحسين(ع) أو الإمام الباقر(ع)، بل كل من كان من نسل أميرالمؤمنين عليّ(ع) فله الحق في تسنّم منصب الإمامة.
وعلى الرغم من الآراء التي تذهب إلى أنّ مثل هكذا أفكار ومعتقدات ليست من أفكار وعقائد شخص زيد بن علي(ع)، ولم يكن يرَ الإمامة في شخصه أو وُلده؛ إلا أنّ هذه الفرقة التي ظهرت بعده قد نُسبت إليه وأُطلق عليها (الزيدية)، والتي تعتبر اليوم من الفرق الأساسية التي تنسب للتشيّع. 2