16ولو قلبنا المصادر والتراث الشيعي رأساً على عقب فلن نجد موضعاً واحداً يذكر فيه عبدالله بن سبأ بخير، ولن نعثر على أثرٍ لأفكاره المنحرفة بشكل رسمي معتد به، فكيف يمكن عدّه - والحال هذه - مؤسّساً للمذهب الشيعي؟!
ب- دور الحوادث التأريخية وملوك بلاد فارس في تأريخ التشيع
يسعى البعض لاتّخاذ بعض الحوادث التأريخية بداية لظهور التشيّع، فيقولون إنّ التشيع نشأ في سقيفة بنيساعدة، أو بعد حرب الجمل أو بعد حرب صفّين. بل حتى ينسب البعض نشأة التشيع ويربطها بمثل آل بويه أو الصفويين، ويدّعون أنّ ملوك فارس كان لهم دورٌ في تأريخ التشيّع.
والحقّ أنّ هذه الآراء لا دليل عليها ولا قيمة علمية لها وهي لا تعدو كونها تعصّبٍ أعمى.
وقد تكفّل السيد طالب الخرسان بالرد على مثل هذه الدعاوى بالتفصيل في كتابه (نشأة التشيع) ودحض هذه الادّعاءات الباطلة. 1
بالطبع، نحن لا نذهب إلى أنّ الأحداث التأريخية وبعض العوامل والتغييرات الأخرى التي طرأت على الكيان الإسلامي ليس لها أثر في نضج المذهب الشيعي وانتشاره. فمن الطبيعي أن يكون للزمان والأحداث التأريخية المختلفة تأثيراً على مسيرة مذهب التشيع في ازدهاره أو إنحساره، والأهم من ذلك أيضاً تأثير قادته وأئمّته الذي لهم دورٌ في ذلك.
بعبارة أخرى، فممّا لا شكّ فيه أنّ مذهب التشيع في زمن الإمام جعفر الصادق(ع) يختلف عنه في زمن الإمام علي(ع)، ولكنّ هذا الاختلاف لم يمسّ