72وأخرج البخاري في صحيحه، بسنده عن أنس بن مالك، قال:
أتى عُبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي، فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حُسنه شيئاً. فقال أنس: كان أشبههم برسول الله(ص)، وكان مخضوباً بالوسمة 1 .
وأخرج التّرمذي في سُننه، بسنده عن أنس أيضاً، قال:
كنت عند ابن زياد فجيء برأس الحسين، فجعل يقول بقضيب له في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حُسناً. قال: قلت: أما إنَّه كان من أشبههم برسولالله(ص) 2 .
د- ترفّع أهل البيت عليهم السلام عن النزاعات المادّية بعد ظلامة الزّهراء عليها السلام
إنَّ أهل البيت عليهم السلام ، ترفّعوا عن الدّخول في نزاع مادّي بعد أن أخذ منهم كلّ هذه السنين، فلا يريدون استغلال الظروف السياسية الّتي تسمح بأن يضعوا أيديهم على فدك - خاصّة بعد مقتل عثمان وخلافة أمير المؤمنين (ع) - ؛ ليقطعوا الطريق أمام المتصيِّدين للفرص من أجل إثارة الفتنة وتعميق هوّة الخلاف بين الأُمّة؛ لسموِّ نفوسهم وطهارتهم عليهم السلام .
وقد أشارت الرّوايات الشيعيّة لهذا المعنى، فقد روى الشّيخ الصّدوق في علل الشرائع، بسنده عن إبراهيم الكرخي، قال:
سألت أبا عبد الله (ع) فقلت له: لأيِّ علَّة ترك علي بن أبيطالب (ع) فدك لمَّا ولي الناس؟ فقال: "للاقتداء برسولالله (ص) لمّا فتح مكة، وقد باع عقيل بن أبي طالب داره، فقيل له: يا رسولالله، ألا ترجع إلى دارك؟ فقال (ص) :وهل ترك عقيل لنا داراً؟! إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئاً يؤخَذ منّا ظُلماً. فلذلك لم يسترجع فدك لمّا وُلّي" 3 .