49
وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قُسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا، وأعطيت كما كان رسول الله (ص) يُعطي، بالسوية، ولم أجعلها دولة بين الأغنياء، وألقيت المساحة، وسوَّيت بين المناكح، وأنفذت خمس الرّسول كما أنزل الله عزّوجلّ وفرَضَه، ورددت مسجد رسول الله (ص) إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب، وفتحت ما سُدَّ منه، وحرّمت المسح على الخفَّين، وحددت على النبيذ، وأمرت بإحلال المُتعتين، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأخرجت مَن أُدخل مع رسولالله (ص) في مسجده، ممَّن كان رسول الله (ص) أخرجه، وأدخلت مَن أُخرج بعد رسولالله (ص) ،ممَّن كان رسول الله (ص) أدخله، وحملت الناس على حكم القرآن، وعلى الطلاق على السُنّة، وأخذت الصّدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصّلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنَّة نبيّه (ص) .. ؛ إذاً لتفرّقوا عنّي.
والله لقد أمرت النّاس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاَّ في فريضة، وأعلمتهم أنَّ اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادى بعض أهل عسكري، ممَّن يقاتل معي: يا أهل الإسلام، غُيِّرت سنَّة عمر، ينهانا عن الصّلاة في شهر رمضان تطوُّعاً. ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري... 1 .
وفي الرّوايات السّنية أنَّ هذا الأمر بعينه حدث لرسول الله (ص) ؛ حيث أبقى بعض الأمور من دون تغيير؛ لعدم تحمّل نفوس القوم.
فقد أخرج البخاري في صحيحه، بسنده عن عائشة، : أنَّ رسول الله (ص) قال لها:
«ولولا أنَّ قومك حديث عهدهم بالجاهلية، فأخاف أن تُنكر قلوبهم أن أُدخل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه بالأرض» 2.
وأخرج عنها - بلفظ آخر - أنَّ رسول الله (ص) قال:
«لولا حداثة قومك بالكفر،