35
عليه قبل المأمون» 1.
ولمَّا تقلَّد المنتصر الأمر، ردَّها إلى ولد الزّهراء عليها السلام . قال ابن الأثير في تاريخه:
كان المنتصر عظيم الحلم... وأمر الناس بزيارة قبر علي والحسين عليهما السلام، وآمن العلويّين، وكانوا خائفين أيّام أبيه، وأطلق وقوفهم، وأمر بردِّ فدك إلى ولد الحسين والحسن، ابني علي بن أبيطالب(ع) 2.
فدك في خلافة أمير المؤمنين (ع)
ادَّعى إحسان ظهير أنَّ أمير المؤمنين (ع) تعامل مع فدك في خلافته وفق منهج الشيخين، أبي بكر وعمر، واستشهد على ذلك بعبارة نسبها للسيِّد المرتضى، قال:
... كما ذكره السيّد المرتضى، الملقَّب بعلم الهدى، إمام الشّيعة: «إنّ الأمر لمَّا وصل إلى علي بن أبي طالب، كُلِّم في ردِّ فدك، فقال: إنِّي لأستحيي من الله أن أردَّ شيئاً منع منه أبو بكر وأمضاه عمر» 3.
وهذا ما سيأتي توضيحه لاحقاً إن شاء الله، ولكنّه - كعادته - يقوم بالتَدليس والتشويش على القارئ مرّة أُخرى للأسف الشّديد.
وهنا ينبغي التنبيه إلى أنَّ إحسان إلهي ظهير قد نقل تلك العبارة من كتاب «الشافي» للسيّد المرتضى، الّذي هو ردٌّ على كتاب «المغني» للقاضي عبد الجبار المعتزلي، وكان دَيدَن السيّد المرتضى نقل كلام القاضي أوَّلاً، ثُمَّ يذكر الجواب عليه بعد ذلك، ويستشهد على جوابه، حسب مقتضى المقام، بروايات من السنَّة، كما صرَّح بذلك بشكلٍ واضح، ولا يقتطع فقرة من الرّواية الّتي يذكرها، وإن كان بعضها خلاف مذهبه ومَبناه، وإنِّما يذكرها بشكل كامل في أغلب الأحيان، وهذا كلّه يحكي الأمانة العلمية للسيِّد المرتضى.