24
لنفسه، أو يفرِّقه فيمَن شاء؛ قال الله تعالى عزَّ شأنه: (وَ مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمٰا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاٰ رِكٰابٍ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحشر: 6) 1.
وقال السّمرقندي:
«وأمَّا الفيء: فما حصل من غير مقاتلة، فهو خاص للرسول (عليه الصلاة والسلام)، فيتصرَّف فيه رسول الله كيف شاء» 2.
ويدلُّ عليه ما أخرجه البخاري عن عمر، قال:
كانت أموال بني النّضير ممَّا أفاء الله على رسوله(ص)، ممَّا لم يُوجِف المسلمون عليه بخَيل ولا رِكاب، فكانت لرسولالله(ص) خاصّة، وكان ينفق على أهله نفقة سنته، ثُمَّ يجعل ما بقي في السّلاح والكراع 3.
ومع غضّ النّظر عن مذاهبهم في مصرف الفيء، هُمْ متَّفقون على أنَّ فدك ممَّا لم يوجَف عليها بخَيل ولا ركاب، وأنَّها ملك خالص لرسول الله (ص) . قال ابنحجر العسقلاني:
وأمَّا فدك - وهي بفتح الفاء والمهملة بعدها كاف - : بلد بينها وبين المدينة ثلاث مراحل، وكان من شأنها ما ذكر أصحاب المغازي قاطبة، أنَّ أهل فدك كانوا من اليهود، فلمّا فُتحت خيبر، أرسل أهل فدك يطلبون من النّبيّ(ص) الأمان، على أن يتركوا البلد ويرحلوا... وكانت لرسول الله(ص) خاصّة... 4.
ويدلُّ على أنَّ فدك ملك خالص لرسول الله (ص) أيضاً، ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن عائشة، قالت:
«إنَّ فاطمة عليها السلام بنت النّبيّ (ص) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله (ص) ،ممّا أفاء الله عليه بالمدينة، وفَدَك، وما بقي من خمس خيبر...» 5.