6رقعة الخلافات الطائفيّة، واستغلّ أعداءُ الدين جهلَ الناس وزرعوا الفِتن بينهم وروّجوا الشبهات العقائديّة فأوقعوا بين المسلمين ونهبوا ثروات البلاد الإسلاميّة، فساد الفقر والجهل بين أهلها.
وفي عصرنا الراهين وبعد مضيّ أكثر من ألف وأربعمائة عامٍ على بزوغ شمس الحقيقة في ربوع المعمورة، أعادت القوى الانتهازيّة والاستعماريّة العالميّة الكرّةَ تارةً أُخرى وصالوا في الميدان بنفس أُسلوب أسلافهم من أعداء الإسلام، فأراقوا دماء الرجال والنساء والأطفال الأبرياء وقطّعوهم إرباً إرباً دون رحمةٍ وبمنتهى القسوة في بعض البلدان الإسلاميّة، مثل العراق وأفغانستان، مستخدمين شتّى أنواع الأسلحة المدمّرة، راجين من ذلك الفوز بجنّة النعيم! وتارةً أُخرى عاد الخوارج إلى الميدان وتجسّدت من جديد جرائمهم التي ارتكبوها في عصر صدر الإسلام.
وبالطبع فإنّ العلماء والمفكّرين في هذه الظروف الصعبة يتحمّلون مسؤوليّةً خطيرةً، فمن ناحيةٍ يجب عليهم بيان الحقائق للناس، ومن ناحيةٍ أُخرى فهم مكلّفون بالتصدّي للشبهات المطروحة؛ إذ إنّهم من خلال ترويج المعارف الدينيّة سكونون قادرين على اجتثاث هكذا أفكار زائفة من مجتمعنا الإسلاميّ، وبالتالي سيحفظون كيان المجتمع الإسلامي من التفرقة والتشرذم.
الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ يحمل هكذا رسالة، وقد دوّنه الأُستاذ والفقيه والحكيم آية الله الشيخ جعفر السبحاني(حفظه الله)، راجين من الله تعالى أن يحفظه ويُطيل عمره. فقد بيّن فيه معقتدات أتباع مذهب أهلالبيت(ع) بإيجازٍ، ودحض الشبهات الواهية التي يتشبّث بها البعض