19
(وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هٰارُونَ أَخِي) (طه : 29 و 30)
واستثناء النبوّة في كلام الرسول(ص) يثبت امتلاك الامام علي(ع) جميع مناصب هارون(ع) ما عدى النبوّة. والخلافة التي ذكرت في هذا الحديث غير مختصّة بغزوة تبوك، بل حقيقة عامّة، وغزوة تبوك هي إحدى مصاديقها. وإذا كان المقصود من الحديث أن الإمام علي(ع) هو خليفة الرسول(ص) في هذه الغزوة فقط، لم يكن هناك أيّ داعٍ ليبيّن(ص) هذه القاعدة بصورة عامّة مع استثناء النبوّة.
ج) حديث الغدير
خلاصة قضيّة الغدير التي كانت في أواخر أيّام الرسالة، والتي أكّد فيها الرسول(ص) على خلافة الإمام علي(ع) من بعده، هي: توجّه الرسول(ص) في السنة العاشرة للهجرة إلى مكّة المكرّمة لأداء فريضة الحجّ وتعليم مناسكها للمسلمين، ورافقه في هذا السفر ما يقارب عشرة آلاف شخصٍ، وقد ألقى خطباً قيّمةً في عرفة ومنى.
وعندما انتهت مناسك الحجّ، ترك المسلمون مكّة المكرّمة عائدين إلى أوطانهم، ولمّا اقتربت القوافل من غدير يُدعى (غدير خم) نزل الوحي على الرسول(ص) وأمره بالتوقّف، فأنزل الله على الرسول(ص): ( يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ ) (المائدة:67).
وفي هذه الأثناء ارتفع صوت الأذان في تلك الصحراء، ثمّ ألقى الرسول(ص) خطبةً جاء فيها:
الحمد لله نستعينه ونؤمن به، ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضلّ، ولا مضلّ هدى، وأشهد أن لاإله إلّا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله أيّها الناس...