18ويكشف هذا الحديث بوضوح بأنّ تأريخ التشيّع هو تأريخ الإسلام نفسُهُ، والنبوّة قُرنت بالإمامة من اليوم الأوّل لإعلان الدعوة الاسلاميّة.
والحقيقة أنّ هذه الحادثة هي ليست الموقف الوحيد الذي عيّن فيه الرسول(ص) وصيّه والخليفة من بعده للمسلمين، بل أكّد على هذا الأمر بعدها في العديد من المناسبات وسنشير إلى هذه الموارد بإيجاز.
ب) حديث المنزلة
حديث المنزلة هو أحد الأحاديث المعروفة التي رواها المحدّثون و أصحاب السير في كتبهم. وفحوى الحديث أنّ الرسول(ص) عندما خرج إلى غزوة تبوك لم يأخذ معه علي بن أبي طالب(ع)؛ لأن الضرورة اقتضت بقاءه في المدينة من أجل التصدّي لفتنة المنافقين، ولكن الأعداء قاموا ببث الإشاعات وادّعوا وجود بعض الاختلافات بينه وبين رسول الله(ص) وأنها السبب الذي دعا رسول الله(ص) الى عدم اصطحابه لتبوك لذلك ذهب الإمام علي(ع) إلى الرسول(ص) وأخبره بما يقوله المنافقون، فأجابه:
كذبوا، ولكنّي خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى - يا علي - أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. 1
ويكشف هذا الحديث بوضوح بأنّ الإمام علي(ع) يحظىبكلّ ما كان لهارون(ع) من منصبٍ وسلطةٍ باستثناء النبوّة، ومن أبرز هذه المناصب هي: الوزارة؛ لأنّ هارون كان وزيراً لموسى(ع)، وذلك كما قال تعالى: