53
ه- أمَّا العقيلي، فقد قال فيه:
خالد بن سلمة الفأفاء... حدَّثنا أحمد بن علي الأبار، قال: ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا جرير، قال: كان خالد بن سلمة الفأفاء رأساً في المرجئين، وكان يبغض علياً. 1
فبملاحظة جميع ما تقدَّم يتضح أنَّ هذا الرجل من أهل البدع، إضافة لكونه من النواصب، فمع كل ذلك قيل بوثاقته، وهذا ما لا يتَّفق مطلقاً مع تعريفهم للعدالة.
4- داود بن الحصين بن عقيل الأموي
هو أبو سليمان الأموي، كان يذهب مذهب الشراة 2 من الخوارج، وهو من أهل المدينة، توفي سنة 135ه، وهذه أهم الأقوال التي قيلت فيه:
أ- قال ابن العجمي الحلبي:
داود بن الحصين أبو سليمان: مُحدِّث مشهور تفرّد باشياء. ذكر الذهبي في ميزانه كلام مَن تكلَّم فيه، وقد صحَّح عليه، فالعمل على توثيقه، إذ كما شرط هو في حاشية الميزان، وكيف لا يكون ثقه وقد روى له الأئمّة الستة فضلاً عن الشيخين، ومَن روى له الشيخان فقد جاز القنطرة كما قاله علي بن الفضل المقدسي... . 3
ب- وقال الذهبي:
«داود بن الحصين... وقال ابن حبّان: كان يذهب مذهب الشراة - يعني الخوارج - كعكرمة، لكن لم يكن داعية، والدعاة تجب مجانبة حديثهم». 4 وقال أيضاً في موضع آخر في ترجمة (عكرمة مولى ابن عباس) : «... وقال مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج، فطلبه متولّي المدينة فتغيّب عند داود بين الحصين حتى مات عنده...». 5
أقول: قال الذهبي: «والدعاة تجب مجانبة حديثهم». وسيأتي لاحقاً بسط الكلام في التفريق بين الداعية لمذهبه وغير الداعية، وما مدى جدوى ذلك.