50قلتم فضل، وليس به، ولكن أوثق عُرى الإيمان الحُبّ في الله والبغض في الله، وتوالي أولياء الله» 1.
كما كان الأنبياء والأولياء - وانطلاقاً من هذا المبدأ - مظاهر للحبِّ والبغض والجذب والدفع، وتجسَّدت فيهم حقيقة الدين، وكما كان لهم أفضل الأصحاب، كان لهم أسوأ وألد الأعداء أيضاً.
ولم ينحصر الدين - كما توهَّم بعض المترفين - في الحبِّ والودِّ والسلوك المسالم، وإنَّما يتجلَّى في الحبِّ والبغض في الله معاً. فالتولّي والتبرّي أصلان من فروع الدين.
وتعدَّدت الآيات التي تلعن الكفّار والمشركين، من قِبل الله أوعلى لسان الملائكة. هكذا أوجبهما الإمام الصادق(ع)، وورد في بعض النصوص فضيلة البراءة من أعداء الله، في تعقيبات الصلاة، وعند المنام، مع قراءة بعض سور القرآن، كما امتلأت الأدعية والزيارات باللَّعن والبراءة من أعداء الله وأعداء الرسول(ص) وأهلالبيت(عليهم السلام)، وردت نصوصها عن هؤلاء الصفوة المجسِّدين للقرآن، والذين علّموها للناس، وأكَّدوا على المحافظة عليها. 2
البراءة نداء أزلي أبدي
إنَّ للإعلان عن البراءة تأريخ بقدم الديانات التوحيدية، والتعبير عنها يشكِّل ركن من أركان التوحيد، له استمرارية دائمة أبدية، وما يدلّ على هذه الديمومة الآيات الواردة فيها. وإن كان لن-زول كلّ آية شأناً خاصّاً، لكنَّ المفهوم لم ينحصر في شأن الن-زول ويتخطَّاه؛ لأنَّ اللعن يعمّ حالات الش-رك