42المسلمين وزعمائهم من العلماء والقادة؟!
أليست الهيمنة الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، المفروضة حالياً على المسلمين والمظلومين، هي سبيل الكافرين على المسلمين؟!
نعم، ومن هذا المنطلَق تصدَّى العلماء الملتزمين لهذه الهيمنة والسلطة، وشكَّلوا سدّاً منيعاً أمام المدّ الاستكباريّ. وتُظهر دراسة التأريخ السياسي والاجتماعي لعلماء الإسلام عامّة، والشيعة خاصّة، هذه الحقيقة، نشير إلى بعضها تأكيداً على دورهم الإيجابي في هذا المجال، وفي شحذ همم الشعب المسلم لرفض سلطة الكفّار والمشركين والظالمين:
أفتى الميرزا الشيرازي بتحريم التنباك؛ نظراً لعقدٍ مُوهِن في بيعه أُبرم مع البريطانيين. وأفتى السيّد عبدالحسين اللاري بانحلال الدولة القاجارية في إيران؛ لخنوعها أمام الأجانب، وظلمها في الداخل. وأفتى كلٌّ من الآخوند الخراساني، والشيخ عبدالله المازندراني، وشيخالشريعة الأصفهاني، بوجوب الجهاد ضدّ الإيطاليين. كما أفتى كبار العلماء كالسيّد إسماعيل الصدر، والآخوند الخراساني، وشيخالشريعة، والسيّد محمّدكاظم اليزدي، بتحريم ومقاطعة السلع الأجنبية، وأصدر الأخير فتوىً يُوجب فيها الجهاد في مواجهة الإيطاليين، وضدّ الروس والإنجليز في غزوهم لإيران. هكذا أصدر الميرزا محمّد تقي الشيرازي حُكماً في الجهاد لاستقلال العراق من الاحتلال البريطاني، وحذا حذوه السيّد أبوالحسن الإصفهاني، بإصداره فتوى بلزوم التصدّي لهيمنة وسلطة الكفّار. أمَّا الشيخ محمّدحسين كاشفالغطاء، فقد أفتى بوجوب الجهاد لتحرير فلسطين. وهناك فتوى بتأميم النفط صدرت من السيّد محمّد تقي الخوانساري. أمَّا الإمام الخميني(قدسسره) فقد أفتى - في فترة ما قبل وما بعد انتصار الثورة - فتاوى مستندة إلى قاعدة نفي السبيل، وضرورة