36
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) 1. وقال: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيٰاءَ) 2. وقال: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَ لَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ الْكُفّٰارَ أَوْلِيٰاءَ) 3. وقال: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا آبٰاءَكُمْ وَ إِخْوٰانَكُمْ أَوْلِيٰاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمٰانِ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولٰئِكَ هُمُ الظّٰالِمُونَ ) 4. وهذا غيض من فيض الآيات التي تنهى عن تولِّي الكفّار، والتي نستخلص منها النقاط التالية، تفادياً لإطالة الكلام:
الف) إنَّ النهي عن تولِّي الكفّار لا يخصّ الكفّار، وإنَّما يشمل بصورة عامَّة مَن يعادي الله ودينه، ومنهم أهل الكتاب، أُولئك اليهود والنصارى الذين يتظاهرون على الإسلام ويتآمرون عليه، وطائفة من المستهزئين به.
ب) إنَّ معنى الولاية في الآيات الواردة عن النهي من تولِّي الكفّار - والتي تطرَّقنا لها سلفاً - غالباً ما يكون المحبَّة، واستناداً لهذا يكون المنع عن تولِّي الكفّار والرضوخ لسلطتهم واضحاً في حكم الشريعة.
ج) إنَّ تولّي الكفّار يجعل المسلمين من زُمرتهم، والإنذار يصبح جلياً وواضحاً حين تؤكِّد الآية الأخيرة على ذلك لمكان الجملة الاسميّه وضمير الفصل: (ومَن يتولَّهم منكم)
د) إنَّ التشديد على النهي يشمل حتّى القرابة النَسَبِيَّةَ، من الذين استحبُّوا الكفر على الإيمان.