25
الفصل الرابع: القرآن والبراءة من المشركين
يُستشَفُّ ممَّا جاء في عدَّة آيات في القرآن الكريم، أنَّ البراءة من الكفّار والمشركين وأعداء الله ورسوله هي من صميم مبادئ الديانات التوحيدية، وقد بلَّغها الرُسل قولاً وفعلاً، باعتبارها جزءاً من رسالتهم، حتّى ملأت آذان شعوبهم، ولا توجد أُمَّة لم يُوجَّه لها هذا الخطاب. نعم اختلف سياق الآيات في هذا المجال، إلّا أنَّ القصد منها كان واحداً وبيانه فيما يلى:
1- الديانات السماوية والبراءة من المشركين
يُشكِّل مبدأ التوحيد الدعامة الأساسية لكافّة الديانات الإلهية، المستلزم للبراءة من المشركين، من عَبَدةِ الأصنام والأوثان، وقد كان شعار (لا إله إلّا الله) المنطلَق الأساسي لدعوة كافّة الأنبياء.
وأنَّ هذا الشعار لم يكن مؤلَّفاً من جزءين، سلبي وإيجابي، حسبما ذهب لهذا الرأي بعض المفسِّرين، وإنَّما هوشعار متَّحد. يقول العلّامة الطباطبائي في توضيح هذا المطلب: «(قوله تعالى: (لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ) ، جيء به لتأكيد نصّيّة