23
المحطّة الثانية: الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام في الرؤية النبوية
إنّ الكلمات النورية الصادرة من النبيّ الخاتم محمّد (ص) في حقّ الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام تشكّل قمماً عالية لا يصل إلى علوّها إلّا من عرفه فقط كما قال ذلك النبيّ (ص) :
«ما عرفك يا علي حقّ معرفتك إلّا الله وأنا». 1
ومن هنا نجد أنّ ما ظهر منه (ص) لا يمثّل إلّا الجزء والمساحة القليلة جدّاً في إبراز الكمالات العلوية؛ وذلك لعدم تحمّل قابلية الإنسان الناقص كمالات الإنسان الكامل؛ فلذا نجد النبيّ (ص) قد أشار إلى هذه الحقيقة بجلاء ووضوح عندما قال (ص) :
لو لا أن يقول فيك الغالون من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به. 2
ولكن رغم ذلك فقد جاءت كلماته (ص) تترى في الإشارة إلى عظمة الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام وكونه النموذج الإلهي الكامل بعده (ص) ، وأنّ في هذه الكلمات كفاية لمن أراد الوصول إلى الحقّ المتمثّل في أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، والّذي من عرفه فقد عرف الله ومن جهله فقد جهل الله، وأنّه الصراط المستقيم، وأنّ ولايته حصن الله المنيع من دخله كان آمناً، وأنّه الحجّة البالغة لله تعالى على الناس.
فعلى أساس ما تقدّم لابدّ أن نسبر عباب هذه الكلمات العظيمة ونستخرج منها بعض اللآلي المشعّة بالنور والبهاء الإلهي لترسم لنا خط