45وقوله(ع):
والله ما معاوية بأدهى منِّي، ولكنّه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر، لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة، ولكلِّ غادر لواء يُعرَف به يوم القيامة. والله ما استغفل بالمكيدة، ولا استغمز بالشديدة. 1
وكذلك رفضه(ع) أي نوع من التملُّق أو التقرّب للحاكم الإسلامي، وخير مثال رسمَه أمير المؤمنين(ع) هو تأنيبه وردعه للأشعث بن قيس حين قُدّمت له هدية بسيطة. وفي عُرفنا الحالي - لعلّها - لا تعدّ ذات قيمة، ولكنَّ الإمام يراها كبيرة، وكبيرة جداً، فجاء جوابه مُفحماً لهذا الرجل، حيث قال له:
وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، ومعجونة شنئتها، كأنَّما عُجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة أم زكاة أم صدقة، فذلك محرم علينا أهل البيت؟! فقال: لا ذا ولا ذاك، ولكنّها هدية. فقلت: هبلتك الهبول، أعن دين الله أتيتني لتخدعني، ا مختبط أنت أم ذو جنة أمتهجر؟! والله لو أعطيت الأقاليم السبعة، بما تحت أفلاكها، على أن أعصى الله في نملةٍ أسلبها جلب شعيرة ما فعلت، وإنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعليٍّ ولنعيم يفنى ولذةٍ لاتبقى، نعوذ بالله من سبات العقل، وقبح الزلل، وبه نستعين. 2
والإمام الحسن سار على نفس مقرَّرات أبيه في الحكم والتعامل مع الأُمّة،