37قال الدكتور أحمد رفاعي في كتابه ( عصر المأمون): 
   إنَّ هذه الرسالة حوت بعض المغالطات؛ فقد جاء فيها: "إنَّ هذه الأُمَّة لمّا اختلفت بينها لم تجهل فضلكم، ولا سابقتكم، ولا قرابتكم من نبيكم..الخ". ومن يتتبَّع الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي(ص) عرف أنَّ العترة الطاهرة واجهت بعد النبي أشقّ المحن والخطوب؛ فإنَّ الجرح لمَّا يندمل، والرسول عليه الصلاة والسلام لمّا يُقبَر، استبدَّ القوم بالأمر، وعقدوا اجتماعهم في السقيفة، وتغافلوا عترة نبيّهم، وكان لهذا كله الأثر الذي ظهر بعد خمسين عاماً من وفاة الرسول(ص)، في موكب جهير يجوب البيداء من بلد إلى بلد وهم يحملون رؤوس أبنائه على أطراف الرماح. 1
  
    
 آخر رسالة وجَّهها الإمام الحسن لمعاوية 
  
  بعد أن رأى الإمام الحسن(ع) الإصرار من معاوية على عدم الانصياع لولايته، وأنّه سيخدع الأُمّة بأمورٍ هي بعيدة عن روح الإسلام - لأنّه سيطرح نفسه البديل الشرعي لمنصب الخلافة - بل يعلم أنَّ معاوية سيُقدم على حربه، آجلاً أم عاجلاً؛ وجد أنَّه لا مناص من الحرب، وإعداد العدّة لهذا اليوم، الذي سيكون المفترق بين الحق والباطل. 
  لذا جاء جواب الإمام سريعاً: 
  
     «أمَّا بعد، فقد وصل إليّ كتابك، تذكر فيه ما ذكرت، وتركت جوابك خشية البغي عليك، وبالله أعوذ من ذلك، فاتّبع الحق تعلم أنّي من أهله، والسلام» . 2
  وبهذا يطوي الإمام (ع) لغة الحوار التي لا تُجدي مع ما يبيِّته معاوية من