36 صبر لأمر الله، فكيف تدعوني إلى أمرٍ إنَّما تطلبه بحقِّ أبيك وقد خرج؟! فانظر لنفسك ولدينك... وقد علمت أنّي أطول منك ولاية، وأقدم منك بهذه الأُمَّة تجربة، وأكبر منك سناً، فأنت أحقّ أن تجيبني إلى هذه المنزلة التي سألتني، فادخل في طاعتي... أعاننا الله وإيّاك على طاعته، إنّه سميع مجيب الدعاء. 1
ولو نظرنا بعين الإنصاف لكلمات معاوية، لوجدناها فارغة مفضوحة، عارية عن الصدق، ويكفي أن ندلّل على ذلك: فقوله: (إنَّ الأُمّة اجتمعت على أبي بكر واختارته...)، إذا كان كذلك، أَوَ لَمْ تجتمع الأُمّة على الإمام علي(ع)، فلماذا شهَر سيف البغي ضدّه، وأعلنها حرباً على الدولة الإسلامية، حتى قُتل أصحاب رسول الله(ص)، كعمار بن ياسر، الذي قال عنه رسولالله(ص): «يا عمار، تقتلك الفئة الباغية...»؟! 2 ثُمَّ لماذا يطلب معاوية البيعة من الإمام الحسن(ع) وقد بايعته الأُمَّة وسلَّمته زمام أمورها؟! ثُمَّ إذا كانت جبهة الشام لم تبايع الإمام الحسن(ع)، فهي أيضاً لم تبايع ولم تدن في يوم من الأيام سلطة الخلفاء السابقين، منذ ولاية معاوية عليها في عهد الخليفة الثاني عمر.
فأيَّة ولاية يتشبَّث بها معاوية، وهي إنَّما كانت بئس الولاية وبئس التجربة، أراد منها زعامة سياسية وثاراً جاهلياً، وطمعاً شخصياً، وملكاً قبلياً؟! 3