33 إنصاف العرب لها، إنَّهم أخذوا هذا الأمر دون العرب بالانتصاف والاحتجاج، فلمّا صرنا أهل بيت محمد وأولياءه إلى محاجتهم وطلب النصف منهم، باعدونا واستولوا بالاجتماع على ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا، فالموعد الله وهو الولي النصير.
وقد تعجَّبنا لتوثّب المتوثّبين علينا في حقِّنا وسلطان نبيّنا(ص)، وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام، فأمسكنا عن منازعتهم، مخافة على الدين؛ أن يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزاً يثلمونه به، أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده.
فاليوم فليعجب المتعجِّب من توثّبك يا معاوية على أمرٍ لست من
أهله، لابفضل في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب، وابن أعدى قريش لرسول الله(ص)! ولكنَّ الله خيَّبك.
سترد فتعلم لمَن عُقبى الدار، تالله لتلقينَّ عن قليل ربك، ثُمَّ ليجزينّك بما قدمت يداك، وما الله بظلام للعبيد.
إنّ علياً (رضوان الله عليه) لمّا مضى لسبيله (رحمة الله عليه)، يوم قُبض، ويوم منَّ الله عليه بالإسلام، ويوم يبعث حياً، ولّاني المسلمون الأمر بعده، فأسأل الله أن لا يزيدنا في الدنيا الزائلة شيئاً ينقصنا به في الآخرة ممّا عنده من كرامته، وإنَّما حملني على الكتاب إليك الإعذار فيما بيني وبين الله سبحانه وتعالى في أمرك، ولك في ذلك إن فعلت الحظ الجسيم، وللمسلمين فيه صلاح، فدع التعادي في الباطل، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي، فإنَّك تعلم أنّي أحق بهذا الأمر منك عند الله، وعند كل أوَّاب حفيظ، ومَن له قلب منيب، واتَّقِ الله، ودع البغي، واحقن دماء المسلمين، فو الله مالك من خير في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر ممَّا أنت