32أهلالبيت(عليهم السلام) وحقوقهم، وضمّن الرسالة تهديداً لمعاوية، وتحذيره من التمادي في غيّه وشقّ وحدة الصف الإسلامي، و امره بحفظ دماء المسلمين.
وهذا نصّ الرسالة، كما يرويها أبوالفرج الأصفهاني وابن أبي الحديد:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله الحسن أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإنّي أحمد الله الذي لا إله إلّا هو، أمَّا بعد، فإنَّ الله تعالى عز وجل بعث محمداً(ص) رحمة للعالمين، ومنَّة على المؤمنين وكافة إلى الناس أجمعين؛ ليُنذر مَن كان حياً ويحقّ القول على الكافرين، فبلَّغ رسالات الله وقام على أمر الله، حتى توفّاه الله غير مقصر ولا وان، حتى أظهر الله به الحق، ومَحَقَ به الشرك، ونصر به المؤمنين، وأعز به العرب، وشرّف به قريشاً خاصة، فقال تعالى: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ ، فلمّا توفي(ص) تنازعت سلطانه العرب، فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه ولا يحل لكم أن تنازعونا سلطان محمد في الناس وحقه، فرأت العرب أنَّ القول كما قالت قريش، وأنَّ الحجة لهم في ذلك على مَن نازعهم أمر محمد(ص)، فأنعمت لهم العرب وسلّمت ذلك، ثُمَّ حاججنا نحن قريشاً بمثل ما حاجت به العرب، فلم تنصفنا قريش