11 يجعل من كلّ رجل في دولته حزباً منابذاً لغيره من رجال الدولة كافة لفعل، ولو حاسبه التاريخ حسابه الصحيح، لما وصفه بغير مُفرِّق الجماعات.... 1
فمعاوية سياسته قائمة على الحيلة والتفريق وإثارة الإحن، ولو حاسبه التأريخ حسابه الصحيح - كما يقول العقاد - لوصفه بمفرِّق الجماعات.
ومع هذا كلّه، نجد الذهبي يجعله كالحمل الوديع، مختصراً تلك الحُقبة بكلماتٍ لا تكاد تنحصر بخمسة أسطر، ومَن دقَّق فيها يجد الغرابة؛ فمعاوية الذي هو خير الرجلين، يتحسّر أسفاً على الذراري والنساء لو قام الإمام الحسن بالقتال!
ثُمَّ إنَّ عمرو بن العاص رأى كتائب لا تولي، كنايةً عن كثرة الجيش، فنسأَل: ما هي الأسباب التي أدَّت إلى الصلح مع هذه الكثرة الكاثرة من الكتائب أمثال الجبال؟
وما هي مُجريات الأحداث التي برزت في تلكم الفترة، بحيث إنَّ الإمام سرعان ما يقبل من عبد الرحمن بن سمرة، فيصالح ويسلِّم الأمر إلى معاوية؟!
وللأسف أنَّنا نجد مَن ينقل هذه الروايات ويتبَّناها. ونذكر - على سبيل المثال لا الحصر - الهيتمي في صواعقه، يقول:
وبعد تلك الأشهر الستة، سار إلى معاوية في أربعين ألفاً، وسار إليه معاوية، فلمَّا تراءى الجمعان، علم الحسن أنَّه لن يغلب أحد الفئتين حتى يذهب أكثر الأخرى، فكتب إلى معاوية بخبر، أنَّه يصيّر الأمر إليه،