10شئت، فهو لك». 1
ثم قُطِع الحديث، فلم يذكر بعد ذلك ما كتب الإمام الحسن(ع) على صحيفة معاوية.
و مَن يتتبَّع المصادر التاريخية التي ذكرت بنود الصلح وشروطه فلن يجد سوى النزر اليسير من توثيق هذا الحدث التأريخي المهم.
وكذلك انعكس هذا الأمر في روايات بعض المحدِّثين؛ فإنَّنا نجد الذهبي قد اختزل هذا الحدث بروايةٍ ينقلها عن الحسن البصري، عن أبيموسى:
استقبل الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: والله إنّي لأرى كتائب لا تولي أو تقتل أقرانها. وقال معاوية، وكان خير الرجلين: أرأيت إنْ قتل هؤلاء هؤلاء، مَن لي بذراريهم، مَن لي بأمورهم، مَن لي بنسائهم؟ قال: فبعث عبد الرحمن بن سمرة، فصالح الحسن معاوية وسلّم الأمر له. 2
فهنا نلاحظ اختزال تاريخ الإمام الحسن تماماً، وما قام به من دور، في الصلح مع معاوية، معاوية الذي وصفه العقّاد شارحاً سياسته:
كانت له حيلته التي كرَّرها وأتقنها وبَرع فيها، واستخدمها مع خصومه في الدولة، من المسلمين وغير المسلمين، وكان قوام
تلك الحيلة العمل الدائب على التفرقة والتخذيل بين خصومه؛ بإلقاء الشُبهات بينهم، وإثارة الإحن فيهم، ومنهم مَن كانوا مِن أهل بيته وذوى قرباه. كان لايطيق أن يرى رجلين ذوى خطر على وفاق... فلو أنَّه استطاع أنْ