9
المقدّمة
إنَّ صياغة التاريخ الإسلامي للمفردات التي تحدّث عنها، قد أضفت عليه الكثير من الغموض وعدم الوضوح في جملة كبيرة من الوقائع والأحداث، مع ما لها من الأهمّية والحساسية بالنسبة للمسلمين. ولعلَّ واحدة من هذه المفردات هي صُلح الإمام الحسن(ع)؛ فالتأريخ قد أسدل الستار على تلكم الوقائع، والتي لو بانت وأُفصح عنها، لتغيَّرت كثير من الأحكام، التي قد صدرت عن البعض بغير وجه حق.
ونحن هنا لسنا بصدد محاكمة من قاموا بذلك، ولكنَّنا نريد النظر في حقيقة الأمر، من جهة كونها حادثة تاريخية.
فعلى سبيل الفرض، نجد أنَّ الطبري عندما يتكلّم حول وثيقة الصلح مع معاوية، لم يذكر لنا تلك البنود التي فرضها الإمام الحسن على معاوية، بل اكتفا بنقل عبارة توحى بأنَّ معاوية فتح الباب على مصراعيه بقبول شروط الإمام(ع). ونصّ ما قال:
«قد ارسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها [بختمه]، وكتب إليه: أنْ اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما