23لا يخفى أنّ بين آيات الطائفة الثانية كذلك، آيات كثيرة وردت في ذيلها روايات عن النبيّ(ص) أو الأئمّة(عليهم السلام) يتعرّف القارئ من خلالها على المقصود بتلك الآيات من حيث انطباقها على بعض الأفراد أو الأحداث، وإن لم يُذكر لها سبب نزول خاصّ؛ فمثلاً بعد نزول آية التطهير دعا رسول الله(ص) عليّاً وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وتوجّه إلى الله تعالى بالدّعاء لهم، فأفهم الجميع أن لا مصداق لأهل البيت المشمولين بآية التطهير سواهم.
ولأهميّة علم سبب النزول في الفهم الصحيح للقرآن الكريم، يقول الإمام علي(ع) في مقام تعريف نفسه:
«سلوني، فوالله لاتسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلّا وأنا أعلم أبليلٍ نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل»
1
. ويقول في حديث مشابه:
«والله ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيمَ أُنزلت، وأين أُنزلت»
2
.
في الوقت الذي يحظى سبب النزول بكلّ هذه الأهمّية، فإنّه