22ومن ثَمَّ فإنّ هذه الآيات يمكن أن تكون دليلاً جيّداً في شرح تلك الحوادث، وكذلك معرفة الأفراد والفئات الاجتماعيّة التي عاصرتها، كما أنّ معرفة تلك الحوادث يمكن أن تشكِّل أرضيّة أفضل لفهم مضمون تلك الآيات، وأن تخرجها من حيِّز الرمزيّة والإبهام وطرح المسائل الافتراضيّة.
على سبيل المثال: بالرجوع إلى سبب نزول سورة الكوثر، يتبيّن لنا أنّ شخصاً في مكّة يسمَّى (العاص بن وائل) كان يُعيِّر الرسول ويستهزئ به، ويسمِّيه الأبتر - أي مقطوع النسل - لأنّه(ص) لم يبقَ له ولد ذَكَر على قيد الحياة.
فإذا أدركنا سبب النزول هذا؛ استطعنا أن نعتبر «فاطمة الزهراء(عليها السلام )» مصداق الكوثر في الآية الكريمة؛ إذ حسب القاعدة: لا يمكن أن تكون الآيات في صدر هذه السورة القصيرة وذيلها غير متناسبة ولا منسجمة مع بعضها.
وهكذا بالرجوع إلى سبب نزول كثير من الآيات الأُخرى أيضاً، يمكن أن نحصل على معرفة خاصّة ببعض شخصيّات وأحداث صدر الإسلام، وكذلك الاصطفافات التي كانت موجودة في ذلك المجتمع.