20
شُفَعٰاءُ وَ كٰانُوا بِشُرَكٰائِهِمْ كٰافِرِينَ .
وفي سورة الأعراف : يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جٰاءَتْ رُسُلُ رَبِّنٰا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنٰا مِنْ شُفَعٰاءَ فَيَشْفَعُوا لَنٰا .
وفي سورة الكهف : وَ يَوْمَ يَقُولُ نٰادُوا شُرَكٰائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَ جَعَلْنٰا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً .
وفي سورة الأنعام وَ لَوْ تَرىٰ إِذِ الظّٰالِمُونَ فِي غَمَرٰاتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلاٰئِكَةُ بٰاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ . . . إلى قوله : وَ مٰا نَرىٰ مَعَكُمْ شُفَعٰاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكٰاءُ إلىٰ غيرها فانها صريحة وافية للمقام .
وبين ما سيقت للردّ على مقالة اليهود ؛ حيث قالوا : نحن أبناء الأنبياء ، وآباؤنا يشفعون لنا .
فأجابهم اللّٰه بقوله تعالى في سورة البقرة : وَ اتَّقُوا يَوْماً لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لاٰ يُقْبَلُ مِنْهٰا شَفٰاعَةٌ وَ لاٰ يُؤْخَذُ مِنْهٰا عَدْلٌ وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ .
وقال تعالى في هذه السورة : وَ اتَّقُوا يَوْماً لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لاٰ يُقْبَلُ مِنْهٰا عَدْلٌ وَ لاٰ تَنْفَعُهٰا شَفٰاعَةٌ وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ .
قال المفسّرون : إنّ حكم هذه الآيات مختصّ باليهود ؛ حيث قالوا : نحن أبناء الأنبياء وآباؤنا يشفعون لنا ، فآيسهم اللّٰه من ذلك ، فخرج الكلام مخرج العموم ، والمراد به الخصوص .
أقول : وهب أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوصيّة السبب ، إلّاأنّ تخصيص مثل هذا العامّ بمثل هذا السبب المخصوص ، ممّا يكفي فيه أدنى دليل ؛ وكيف بالدلائل القطعيّة القائمة للشفاعة؟! فيخصّص بها قطعاً .
فسقط الاستدلال بالنكرة في سياق النفي تارة .
وبعدم الانتصار اخرى .