32
القول الثالث: جواز زيارة القبور
استدلّ لهذا الرأي بعدّة أدلّة، وكما يلي:
الدليل الأوّل: لا يوجد دليل على حرمة أو كراهة زيارة القبور، بل قد روي عن النبيّ الكريم(ص) أنّه قال: «قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها»، فيدل هذا الحديث على أنّ المسلمين، رجالاً ونساءً، كانوا منهيّين عن زيارة القبور في صدر الإسلام، ثمّ أُبيح لهم ذلك.
وأمّا رواية «لعن الله زوّارات القبور»، فهي سابقة لهذه الرواية التي أجازت زيارة القبور، يقول الترمذي في هذا الصدد:
«وقد رأى بعض أهل العلم أنّ هذا كان قبل أن يرخّص النبيّ [ص] في زيارة القبور، فلمّا رخّص، دخل في رخصته الرجال والنساء» 1.
ناهيك عن أنّ حديث «لعن الله زوّارات القبور» ضعيف دلالةً وسنداً.
الدليل الثاني: تعليم النبيّ(ص) لزوجته عائشة كيفية زيارة القبور. ففي رواية عنها تروي فيها ما قاله النبيّ(ص) لها: «إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع، فتستغفرِي لهم، قالت، قلت: كيف أقول لهم يا رسولالله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم لَلاحقون» 2. فهذه الرواية فيها دلالة واضحة على جواز زيارة النساء للقبور.
الدليل الثالث: ذهاب عائشة لزيارة قبر أخيها عبد الرحمن بن أبيبكر.