81وقد بيّن الإمام الباقر عليه السلام بأنّ الحجّ أفضل من الصلاة والصوم؛ لأنّ المصلّي يتفرّغ لصلاته فترة معيّنة، والصائم يؤدّي صومه في يوم واحد، ولكنّ الحاجّ يتحمّل العناء والمصاعب، ويبتعد عن أهله فترة طويلة، وينفق الأموال الكثيرة من أجل أداء هذه الفريضة. 1
ومن جملة مصاعب الحجّ الصبر على الحرّ في الصيف، ولاسيّما عند الحضور في عرفات ومنى.
قال رسول الله (ص) :
«ومن صبر على حرّ مكّة ساعة تباعدت عنه النار مسيرة مائة عام، وتقرّبت منه الجنّة مسيرة مائة عام». 2
وعموماً، فإنّ الصبر على الحرّ وتهذيب النفس وارتقاء المستوى المعنوي، وغيرها من الأُمور الإيجابيّة في الحجّ، تقرّب الحاجّ إلى الله تعالى، وتبعده عن نار جهنّم، وكما ورد عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام فإنّ من يحجّ في الحرّ أو البرد أعظم أجراً من غيره. 3
وفي يومنا هذا على الرغم من توفّر الإمكانات للحجّاج، وقرب أماكن السكن من الحرمين الشريفين، وسهولة الذهاب والإياب، وتوفّر المياه والأطعمة الصحيّة، ووجود أجهزة التبريد، وتوفّر المتطلّبات في المكان والزمان المناسب، ولكنّ مع ذلك فإنّ هذا السفر يتضمّن مصاعب تتطلّب الصبر والتحمّل.