80المشي إلى منى في تلك الظروف، وعند رمي الجمرات، والحلق، وغيرها.
ومن يؤدّي هذه المناسك بشوق ورغبة فستكون المصاعب عنده مجرّد مصاعب جسديّة مقرونة بلذّة روحيّة عالية، تهوّن عليه الأمر.
قال الإمام الصادق عليه السلام :
ما من ملك ولا سوقة يصل إلى الحجّ إلاّ بمشقّة في تغيير مطعم، أو مشرب، أو ريح، أو شمس لا يستطيع ردّها، وذلك قوله عزّوجلّ:
(وَ تَحْمِلُ أَثْقٰالَكُمْ إِلىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِيهِ إِلاّٰ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) 1.
وقال عليه السلام أيضاً في حديث آخر
:«وما أحد يبلغه حتّى تناله المشقّة». 2
والصبر على المصاعب والمعاناة بذاته جزء من علّة تشريع الحجّ، وفي ظلّ هذه الأجواء ينال الإنسان الفرصة المناسبة لتهذيب نفسه، وإدراك مستوى ضعفه أمام الربّ سبحانه وتعالى.
قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام :
«وعلّة الحجّ الوفادة إلى الله... وما فيه من استخراج الأموال، وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذّات». 3