59
خرج معنا حاجّاً، فإذا نزلنا لم يزل يهلّل الله حتّى نرتحل، فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر الله حتّى ننزل». فقال رسول الله (ص) : «فمن كان يكفيه علف دابّته وصنع طعامه؟» قالوا: «كلّنا». قال: «كلّكم خير منه». 1
وكان رسول الله (ص) الأُسوة لأصحابه، وقد ورد في حديث شريف أنّه (ص) أمر أصحابه بذبح شاة في سفر، فقال رجل من القوم: عليَّ ذبحها، وقال الآخر: عليَّ سلخها، وقال آخر: عليَّ قطعها، وقال آخر: عليَّ طبخها، فقال رسول الله (ص) : «عليَّ أن ألقط لكم الحطب».
فقالوا: يا رسول الله، لا تتعبنّ بآبائنا وأمّهاتنا أنت، نحن نكفيك.
قال: «عرفت أنّكم تكفوني، ولكنّ الله عزّوجلّ يكره من عبده إذا كان مع أصحابه أن ينفرد من بينهم، فقام (ص) يلقط الحطب لهم». 2
وفي يومنا هذا وإن كانت هذه المسؤوليّات ملقاة على عاتق مدير القافلة وخَدَمَتِها، ولكن ينبغي للحاجّ أن لا يحرم نفسه من بركة خدمة الحجّاج.
وقد ورد في الحديث الشريف:
كان عليّ بن الحسين عليه السلام لا يسافر إلاّ مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدّام الرفقة فيما يحتاجون إليه. فسافر مرّة مع قوم، فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: «أتدرون من هذا؟» قالوا: «لا». قال: «هذا عليّ بن الحسين عليه السلام !» فوثبوا إليه،