31
والنائم في بيت وحده، والراكب في الفلاة وحده». 1
وعن إسماعيل بن جابر:
كنت عند أبي عبدالله عليه السلام بمكّة، إذ جاء رجل من أهل المدينة، فقال: «من صحبك؟» فقال: ما صحبت أحداً. فقال أبوعبدالله عليه السلام : «أما لو كنت تقدّمت إليك لأحسنت أدبك».
ثمّ قال:
«واحد شيطان، واثنان شيطانان، وثلاثة صحب، وأربعة رفقاء». 2
ويستفاد من مجموع هذه الأحاديث الشريفة أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام بيّنوا كراهية سفر الإنسان وحده، وشجّعوا الناس على السفر بصورة جماعيّة، ولا يخفى بأنّ الشخص الّذي تتطلّب منه الضرورة، أو يضطرّ ليأكل وحده، أو ينام وحده، أو يسافر وحده، لايشمله هذا اللعن أبداً، وإنّما يشمل هذا اللعن الّذين يكون بوسعهم أن يكون لهم رفيق في الأكل أو المبيت أو السفر، ولكنّهم يعرضون عن اتّخاذه.
وإذا تأمّلنا وضع السفر سابقاً بصورة إجماليّة، فإنّنا سندرك بوضوح دواعي تأكيد أئمّة أهل البيت عليهم السلام على كراهية سفر الإنسان وحيداً؛ لأنّ السفر آنذاك محاط بالعديد من المصاعب والمخاطر، من قبيل: تقلّبات الطقس والمناخ، ووعورة الطرق والممرّات، وفقدان الأمن، وقلّة الإمكانات والوسائل المتاحة والمعدّة لهذا السفر، وعدم