12
يوم القيامة». 1
يكشف لنا هذا الحديث أهمّيّة دور النيّة وتأثيرها في سفر الحجّ، فإذا كان هدف الحاجّ التقرّب إلى الله فعليه أن يطهّر قلبه من الشوائب، ويهذّب نفسه من الأدران، ويحاول أن يجعل سلوكه وجميع تصرّفاته منسجمة مع هذه الأهداف. وهذا ما يدفعه فترة حضوره في الحرمين الشريفين إلى المزيد من أداء الصلاة والدعاء والعبادة، والتفكّر في حقائق الإسلام وسيرة الأنبياء والأئمّة الأطهار وأتباعهم الأخيار، ويحوّل الحاجّ كلّ لحظة من سفره إلى فرصة للمزيد من الانتفاع، ويحارب الغفلة في نفسه، ويجاهد من أجل نيل البصيرة، ويهيّئ نفسه بشكل كامل لزيارة بيت الله في مكّة المكرّمة، وزيارة قبر نبيّه (ص) وقبور حججه عليهم السلام في المدينة المنوّرة.
وأمّا إذا كانت نيّة الحاجّ النزهة والترفيه فستكون تصرّفاته بصورة أُخرى، وستتّجه اهتماماته إلى القضايا المادّيّة، فتراه يبحث عن أفضل سكن وألذّ طعام، ويشتري أرقى بضاعة، وسيكون حضوره في الشوارع والأزقّة والأسواق أكثر من حضوره في الحرمين الشريفين، وفي نهاية السفر سيعود بزاد دنيوي يبهر العيون ويلفت الأنظار.
وقد نبّه رسول الله (ص) إلى هذه الحقيقة، حيث قسّم الحجّ آخر الزمان إلى ثلاثة أقسام:
الأوّل: حجّ الملوك نزهةً.