49وقال الإمام مالك عند قوله : فَلاٰ تَضْرِبُوا لِلّٰهِ الْأَمْثٰالَ من وصف شيئاً من ذاته سبحانه وتعالىٰ ، مثل قوله تعالىٰ : قٰالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ (فأشار بيده الىٰ عنقه) قُطعت ، وكذا السمع والبصر يقطع ذلك منه ؛ لأنّه شبّه اللّٰه بنفسه .
وقال مالك رضى الله عنه : «الاستواء معلوم» يعني عند أهل اللغة .
وقوله : «والكيف مجهول» أي بالنسبة الىٰ اللّٰه عزّ وجلّ ؛ لأنّ الكيف من صفات الحدث ، وكلّ ما كان من صفات الحدث فاللّٰه - عزّ وجلّ - مُنزّه عنه ، فإثباته له سبحانه كفر محقّق عند جميع أهل السُّنة والجماعة .
وقوله : «والإيمان به واجب» أي علىٰ الوجه اللائق بعظمته وكبريائه .
وقوله : «والسؤال عنه بِدعة» لأنّ الصحابة - رضي اللّٰه عنهم - كانوا عالمين به وبمعناه اللائق بحسب اللغة ، فلم يحتاجوا الىٰ السؤال عنه فلّما ذهب العالمون به ، وحدث من لم يعلم أوضاع لغتهم ، ولا له نور كنورهم ، شرع يسأل الجهلة بما يجوز علىٰ اللّٰه عزّ وجلّ ، وفرح بذلك أهل الزيغ ، فشرعوا يُدخلون الشُّبَهَ علىٰ الناس ، ولذلك تعّين علىٰ أهل العلم أن يبيَّنوا للناس ، و أن لا يهملوا البيان ؛ لقوله تعالىٰ :
وَ إِذْ أَخَذَ اللّٰهُ مِيثٰاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ .
فهذه 1 الأئمّة التي 2 مدار الأمّة عليهم في دينهم ، متّفقون في العقيدة ، فمن زعم أنّ بينهم اختلافاً في ذلك ، فقد افترىٰ علىٰ أئمّة الإسلام والمسلمين ، و اللّٰه حسبه ، وسيجزي اللّٰه المفترين .
وفي الصحيحين من حديث ابن عبّاس رضي اللّٰه عنهما : أنّه صلى الله عليه و آله و سلم قال : (من فارق الجماعة شبراً فمات ، مات ميتةً جاهليّة) .