48
فقد فضحوا ذاك الإمام لجهلهم
وحذفت أبياتاً من هذه القصيدة ؛ لأنّي في هذه الورقات علىٰ سبيل الاقتصاد والرمز الىٰ منهج الحقّ والرشاد .
[كلام الإمام الشافعي وأبي حنيفة ومالك ، في التأويل]
وسُئل الإمام الشافعي - قدّس اللّٰه روحه - عن الاستواء ؟ فقال : «آمنتُ بلا تشبيه ، وصدّقت بلا تمثيل ، واتهمتُ نفسي في الإدراك ، وأمسكتُ عن الخوض فيه كلّ الإمساك» .
و هذا شأن الأئمّة ، يُمسكون أعنّة الخوض في هذا الشأن ، مع أنّهم أعلم الناس به ، ولا يخوض فيه إلّاأجهل الناس به .
وسئل الإمام أبو حنيفة - قدّس اللّٰه روحه - عن ذلك ؟ فقال : «من قال : لا أعرف اللّٰه أفي السماء أم في الارض فقد كفر ؛ لأنّ هذا القول يؤذن أنّ للّٰهسبحانه وتعالىٰ مكاناً ، ومن توهّم أنّ للّٰهمكاناً فهو مُشبِّه» .
وسئل الإمام مالك عن الاستواء ؟ فقال : «الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بِدعة» .
فنفىٰ العلم بالكيف ، فمن استدلّ بكلامه علىٰ أنّه - سبحانه وتعالىٰ - فوق عرشه ، فهو لجهله وسوء فهمه .