34فالجواب : أنّ هذا السؤال ساقط فيه تمويه علىٰ الأغبياء ، يجرون الجهات المتعلّقة بالآدميّين بالنسبة الىٰ اللّٰه عزّ وجلّ عن ذلك .
وأيضاً إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فمسلم ، فأمّا اذا لم يقبلهما فليس خُلوّه من طرفي النقيض بمحال .
ويوضّح هذا : أنّك لو قلت : كلّ موجود لا يخلو أن يكون عالماً أو جاهلاً .
قلنا : إنْ كان ذلك الموجود يقبل الضدّين فنعم ، فأمّا إذا لم يقبلهما كالحائط - مثلاً - فإنّه لا يقبل العلم ولا الجهل .
ونحن ننزّه الذي ليس كمثله شيء - سبحانه وتعالىٰ - كما نَزَّهَ نفسه عن كلّ ما يدلّ علىٰ الحَدَث ، وما ليس كمثله شيء لا يتصوره وهم ، ولا يتخيّله خيال ، والتصوّر والخيال إنّما هما من نتائج المحسوسات والمخلوقات تعالىٰ عن ذلك .
ومن هنا وقع الغلط واستدراج العدوّ ، فأهلك خلقاً ، وقد تنبّه خلق لهذه الغائلة فسلّموا ، وصرفوا عنه عقولهم الىٰ تنزيهه سبحانه وتعالىٰ فسَلِموا .
[مجموعة من الأحاديث المتشابهة]
ومن الأحاديث التي يحتجّون بها حديث عبدالرحمن بن عائش 1 ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أنّه قال : «رأيت ربّي في أحسن صورة ، فقال لي : فيم يختصم الملأ الأعلىٰ يا محمد؟ قلت : أنت أعلم ياربّ فوضع كفّيه بين كتفي ، فوجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما في السموات وما في الأرض» 2 .