25ولم يلتفتوا الىٰ النصوص الصارفة عن الظواهر الىٰ المعاني الواجبة للّٰهسبحانه وتعالىٰ ، ولا الىٰ إلغاء ما توجبه الظواهر من سِمات الحَدَث .
ولم يقنعوا أن يقولوا : صفة فعل ؛ حتّىٰ قالوا : صفة ذات .
ثمّ لمّا أثبتوا أنّها صفات [ذات] قالوا : لا نحملها علىٰ ما توجبه اللغة ، مثل اليد علىٰ النعمة أو القدرة ، ولا المجيء علىٰ معنىٰ البِرّ واللطف ، ولا الساق علىٰ الشدّة ، ونحو ذلك .
بل قالوا : نحملها علىٰ ظواهرها المتعارفة .
والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميّين ، والشيء إنّما يُحمل علىٰ حقيقته إذا أمكن ، فإن صرف صارف حُمل علىٰ المجاز .
وهم يتحرّجون من التشبيه ، ويأنفون من إضافته إليهم ، و يقولون : نحن أهل السُّنّة وكلامهم صريح في التشبيه .
وقد تبعهم خلق من العوامّ علىٰ ذلك لجهلهم ونقص عقولهم ، و كفروا تقليداً ، وقد نصحتُ للتابع والمتبوع .
[عتاب المؤلّف مع الحنابلة!]
ثمّ أقول لهم علىٰ وجه التوبيخ : ياأصحابنا أنتم أصحاب نقل وأتباع ، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول [وهو تحت السياط] : «كيف أقول ما لم يقل؟!».
هل بلغكم أنّه قال : إنّ الاستواء من صفة الذات المقدّسة ، أو صفة الفعل؟
فمن أين أقدمتم علىٰ هذه الأشياء؟!
و هذا كلّه ابتداع قبيح بمن ينكر البِدْعة ؟
ثمّ قلتم : إنّ الأحاديث تُحمل علىٰ ظاهرها ، وظاهر القدم الجارحة .
وإنّما يقال : تُمرّ كما جاءت ، ولا تقاس بشيء .