41
النَّعيٖمِ الْمُقيٖمِ، الَّذىٖ لاٰ زَوٰالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلاٰلَ، بَعْدَ انْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فىٖ دَرَجٰاتِ هٰذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، وَزُخْرُفِهٰا وَزِبْرِجِهٰا، فَشَرَطُوا لَكَ ذٰلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفٰاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِىَّ وَالثَّنٰآءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلاٰئِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْبِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريٖعَةَ الَيْكَ، وَالْوَسيٖلَةَ الىٰ رِضْوٰانِكَ، فَبَعْضٌ اسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ الىٰ انْ اخْرَجْتَهُ مِنْهٰا، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فىٖ فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليٖلاً، وَسَئَلَكَ لِسٰانَ صِدْقٍ فِى الْآخِريٖنَ، فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذٰلِكَ عَلٖيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْليٖماً، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اخيٖهِ رِدْءاً وَوَزيٖراً، وَبَعْضٌ اوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ ابٍ وَآتَيْتَهُ الْبَيِّنٰاتِ، وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريٖعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهٰاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اوْصِيٰاءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ، مِنْ مُدَّةٍ