57م - وقال الشوكاني في تفسيره 1 (4: 163) في قوله تعالى:
لاٰ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ القصص : 25 وللرازي في هذا الموضع إشكالات باردة جدّاً لا تستحقّ أن تذكر في تفسير كلام اللّٰه عزّ وجلّ ، والجواب عليها يظهر للمقصر فضلاً عن الكامل .
ثمّ إنّ الدلالة على الزمان والمكان في (مفعل) كالدلالة على التفضيل في (أفعل) وكخاصة كلٍّ من المشتقات من عوارض الهيئات لا من جوهريات الموادّ ، وذلك أمرٌ غالبيّ يسار معه على القياس ما لم يرد خلافه عن العرب ، وأما عند ذلك فإنّهم المحكّمون في معاني ألفاظهم ، ولو صفا للرازي اختصاص المولى بالحدثان أو الواقع منه في الزمان أو المكان لوجب عليه أن ينكر مجيئه بمعنى الفاعل والمفعول وفعيل ، وها هو يصرح بإتيانه بمعنى الناصر ، والمعتَق - بالفتح - والحليف . وقد صافقه على ذلك جميع أهل العربية ، وهتف الكل بمجيء (المولى) بمعنى الوليّ ، وذكر غير واحد من معانيه الشريك ، والقريب ، والمحبّ ، والعتيق ، والعقيد ، والمالك ، والمليك . على أنّ مَن يذكر الأولى في معاني المولى وهم الجماهير ممن يُحتج بأقوالهم لا يعنون أنه صفةٌ له حتّى يناقش بأن معنى التفضيل خارج عن مفاد (المولى) مزيد عليه فلا يتفقان ،