45ذلك الاقتران ليست بين اللفظين بل بين مفهوميهما .
بيان أنّه ليس كلّما يصح دخوله على أحدهما صحّ دخوله على الآخر : أنّه لا يقال : هو مولى مِن فلان ، ويصحّ أن يقال هو مولى وهما موليان ، ولا يصح أن يقال : هو أولى - بدون مِن - وهما أوليان . وتقول : هو مولى الرجل ومولى زيد ، ولا تقول : هو أولى الرجل وأولى زيد . وتقول : هما أولى رجلين وهم أولى رجال ، ولا تقول : هما مولى رجلين ولا هم مولى رجال . ويقال : هو مولاه ومولاك ، ولا يقال : هو أولاه وأولاك . لا يقال :أليس يقال : ما أولاه! لأنّا نقول : ذاك أفعل التعجب ، لا أفعل التفضيل ، على أنّ ذاك فعلٌ ، وهذا اسمٌ ، والضمير هناك منصوبٌ ، وهنا مجرورٌ ، فثبت أنّه لا يجوز حمل المولى على الأولى . انتهى .
وإن تعجب فعجبٌ أن يعزب عن الرازي اختلاف الاحوال في المشتقّات لزوماً وتعدية بحسب صيغها المختلفة ، إنّ اتّحاد المعنى أو الترادف بين الالفاظ إنّما يقع في جوهريات المعاني لا عوارضها الحادثة من أنحاء التركيب وتصاريف الالفاظ وصيغها ، فالاختلاف الحاصل بين (المولى) و(الأولى) - بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرُّد الأوّل منه - إنّما حصل من ناحية صيغة أفعل من هذه المادّة كما أنّ مصاحبة (مِن) هي مقتضى تلك الصيغة مطلقاً .
إذن فمفاد (فلانٌ أولى بفلان) و(فلانٌ مولى فلان) واحدٌ حيث يراد به الأولى به من غيره . كما أنّ (أفعل) بنفسه يُستعمل مضافاً الىٰ المثنى والجمع أو ضميرهما بغير أداة فيقال : زيد أفضل الرجلين أو