9مصلحة لهم سوى الحفاظ على عروشهم ونفوذهم وسلطانهم، وكما رأى العباسيُّون - من قبلُ - مصلحتهم في دعم التيّار الحنبلي، رأى آل سعود نفس الرأي اليوم.
وعلى هذا الأساس، يُمكن القول: إنَّ الأطروحة الحنبليّة، التي تسمَّت بأهل السُنّة فيما بعد، هي أطروحة حكوميّة، تلقّفها الحُكّام من بعد، وتحصَّنت هي بهم.
من هنا، وبدعم الحُكّام من آل سعود، ومَن سار في ركابهم، تحقَّق للوهابيِّين الحنابلة، ولأوَّل مرّة في التاريخ، انتشارٌ وشيوع لم يكونوا يحملون به، وذلك كلّه بفضل وبركات النفط، وليس لأيِّ سبب آخر.
وكان هذا الشيوع والانتشار هو الذي صوَّر للوهابيِّين أنَّهم مُمثِّلو الإسلام، والناطقون بلسانه، وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، تماماً كما تبنَّى هذا التصوّر، من قبل، أجدادهم من الحنابلة، الذين دعمهم المتوكّل العباسي وغيره من حكّام بنيالعبّاس، وأطلقوا على أنفسهم اسم «أهل السُنّة والجماعة»، كأنّ مَن خالفهم وسلك غير سبيلهم، لا صلة له بالسنّة والجماعة.
وحتّى تتّضح الحقيقة، لا بدَّ لنا من عرض نموذج الإسلام الذي يطرحه الوهابيّون اليوم، ويرفع رايته ابن باز وتلامذته:
القاعدة الاُولى
القاعدة الأُولى التي يقوم عليها هذا الإسلام هي: احتكار